اين يوجد عرش ابليس ، وماذا يوجد حول ارضنا : عجائب البحر المحيط .

في زمن النسيان و الأوهام يعيش أصحاب اللون الوردي في المحرمات ، و يغوص التافه و الرويبضة في امور العامة ، والغريب و العجيب ان اصحاب العقول التي نحسبها كبيرة تصدقه ، وبذالك يعلو الباطل على الحق حتى انه لا يمكنك رؤيته فتغوص انت كطالب علم بين بحرين متشابهين لا تعرف من منهما يسقيك علما ، فاحذر ان تختار الطريق الخاطئ فتغوص في عالم لا تجد منه مخرجا .


إن الأرض التي تعيش عليها لم تكن دائما الأرض التي صورتها عدسات المصورين ، ولم تكن الأرض التي رسمها أفضل الفنانين ، ولكن هي الأرض التي ذكرها الله في كتابه الكريم .


إذا كنت ممن يؤمنون بالأرض الواسعة العظيمة ، فسيسهل عليك ، أن تتصور معي وتغوص معي في عالم ، لم يخبروك به أبدا ، ولكنه موجود في كتب التاريخ ، كتب لا تزال الى الآن ، مرجع الكثير من الأشخاص .

فماذا يوجد حول أرضنا العظيمة ، مذا يوجد في البحر المحيط ، وهل حقا عرش ابليس على الماء .


ذكر في كتاب أخبار الزمان وعجائب البلدان للمسعودي رحمه الله تعالى ، عن البحر المحيط بنا ، وكثير من الأشياء الأخرى ، ولا يمكننا أن نبدأ بدون التعريف بكاتب الكتاب .
هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي المعتزلي الشافعي، من ذرية عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل فأما منشؤه فان الثقات من المؤرخين يرون انه نشأ في بغداد، على أن ابن النديم يروي أنه من أهل المغرب، فلعله شخص آخر، أو لعل بعض أجداده نزحوا إلى المغرب. رب

يقول المسعودي رحمه الله تعالى ، نقل ألينا والله اعلم بخلقه ومن اشياء كثيرة على طريق التعجب لا من طريق التصديق، فمن قرأ كتابنا هذا فليعلم العذر فيما أوردناه، وبالله التوفيق والتسديد والمعونه والتأييد.

ولنبدأ اخوتي الكرام ، في ذكر البحر المحيط عجائبه 

 
قيل ان به أسماك طول الحوت مدة أيام، وكل صورة عجيبة مختلفات الأشكال والصفات الملونة في كل لون من الألوان.
وفيه مدائن تطفو على الماء وتغيب عنهم.وفيه الثلاثة أصنام التي عملها أبرهة أحدها أصفر يومئ بيده كأنه يخاطب من جاوزه، ويأمره بالرجوع.

والصنم الثاني أخضر رافع يديه باسط لهما كأنه يريد ان يقول إلى أين تذهب، والصنم الثالث اسود مفلفل الشعر يومئ بأصبعه إلى البحر: من جاز هذا المكان غرق، مكتوب على صدره " هذا ما صنع أبرهة ذو المنار الحميري لسيده الشمس تقرباً إليه "

وحكي أن فيه كالحصون ترتفع على الماء، ويظهر منها الصور الكثيرة وتغيب في الماء ويقال إن عمق هذا البحر يختلف، فمنه مالا يلحق قعره ولا يدري، ومنه ما يكون سبعة آلاف باع وأكثر وأقل، ومنه ما يكون فيه شجر كالمرجان وأما البحر الأسود الزفتي وهو متصل به وهو شديد النتن، وليس فيه غير القلعة الفضية، قيل إنها معمولة، وقيل إنها خلقة.

ويخرج من هذا البحر بحر الصين أوله من بلاد الغرب، بحر فارس إلى بلاد الصين، وهو بحر ضيق فيه مغايص اللؤلؤ.وقيل إن فيه اثني عشرة (2) ألف جزيرة، وثمانمائة جزيرة.

وفيه الدردور موضوع يدور فيه الماء فاذا سقط فيه مركب لم يزل يدور فيه حتى يتلف، وفيه كسير وعوير وهما جبلان.

وفي هذا البحر عجائب كثيرة وصور شتى وحيتان ملونة، منها ما يكون طوله مائة ذراع ومائتي باع وأقل وأكثر يأكل بعضها بعضاً.

وبعد هذا بحر لا يدرك عمقه، ولا يضبط عرضه، تقطعه المراكب بالريح الطيبة في شهرين وأكثر، وليس في البحر المحيط أكبر منه ولا أشد هولا، وفيه من جميع المعادن من الزمرد ومنابت القنا والخيزران، وفيه أيضاً كل سمكة يكون طولها أربعمائة ذراع وأقل وأكثر، وسمكة صغيرة بقدر الذراع فإذا طغت هذه السمكة وبغت وآذت سمك البحر ومراكبه سلطت عليها هذه السمكة الصغيرة فصارت في أذن هذه الكبيرة فلا تفارقها حتى تقتلها، وربما لم تقرب الكبيرة ذلك الموضع خوفاً من الصغيرة.
وفيه سمكة يحكي وجهها وجه الإنسان تظهر في الماء، وفيه أسماك طيارة تطير ليلاً وترعى الندا، فإذا كان قبل طلوع الشمس رجعت إلى البحر.
وفيه سمكة تكتب مرارتها الكتابة فتقرأ بالليل.
وفيه سمكة خضراء دسمة من أكل منها اعتصم عن الطعام أياماً كثيرة لا يريد ذوقه وفيه سمكة لها قرنان كأنهما قرنا السرطان، يرميان بالليل نارا.

رواه الإمام أحمد، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنى معاذ التميمي، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله ﷺ:
"عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم، يفتنون الناس، فأعظمهم عنده منزلة، أعظمهم فتنة للناس".

 

يقال إن فيه عرش إبليس لعنه الله فوق البحر المظلم يتشبه بالباري عز وجل ، ويحمله نفر من الأبالسة والعفاريت العظام لحمله، ويحيط به عفاريت من الجن الذين هم في طاعته فمنهم من في لججه لا يفارقه، ومنهم من يتصرف عن أمره، وإنه لا يزول مرتبته إلا إلى من يطمع في فتنته أو عبد صالح يريد كيده، والباقون من أعوانه الذين يسعون إلى الناس ويضلونهم، وسجنه في جزيرة منه يحبس فيه من خالفه من الجن والشياطين.

وفيه هيكل سليمان النبي عليه السلام، وفيه جسده وهو قصر عجيب في جزيرة، وفيه مواضع لا تزال على مر الزمان ترمي ناراً ترتفع على مائة ذراع .



ونقول في الأخير عجبا لخلق الله في ارضه ، رأينا ما رأينا وتعجبنا ، وسمعنا فتعجبنا ، ولله خلق لم يطلعه على اي كان ولا يعلمه انس ولا جان ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى انه خلق ما لا نعلم والله يخلق ما يشاء .


هذا كله والله اعلى واعلم ، وفقط للتوضيح اخوتي الكرام لقد قرر نيسي بتوفق ظم الله ان يروي لكم روايته التي تحكي قصته من البداية الى النهاية ، بداية العام ونهايته ، الرواية التي لم يكتبها التاريخ ، ولكن حفظها العقل ، وسوف نرويها لكم باذن الله تعالى مرة كل شهر في 14 جزئا باذن الله تعالى ، حلقات بعنوان من هو نيسي سنحكي فيه مذا حصل ومذا يحصل ومذا كان من عحائب هذا الزمان و خبر الاولين والآخرين ونطلعكم على هذا الكتاب ، وبإذن الله سنخرج لكم هذا الكتاب وننشره في كل مكان ، رواية نيسي 14 وشكرا لكم نرجوا ان نكون عند حسن ظنكم .


إرسال تعليق

أحدث أقدم