البحار السبعة العظيمة ، الحقيقة التي ذكرها القرآن الكريم و نام عنها العميان .(الجزء التمهيدي)

 





لطالما كان هوس البحارة في الماضي ان يبحرو في البحار السبعة ، الا ان الحلم ظل حلما صعب المنال .

انها قصة يسمعها الناس لكن لا يعلمون انها حقيقة مذكورة في القرآن ، ويعتقد الكثير من الأشخاص ان "البحار السبعة" هي ببساطة مصطلح يشير إلى الإبحار في العديد من محيطات العالم أو كلها ، و يُعتقد أن المصطلح قد شاع من قبل روديارد كيبلينج الذي نشر مختارات شعرية بعنوان البحار السبعة في عام 1896 ، وظل الاعتقاد السائد حول هذه البحار السبعة محصورا بين الاساطير القديمة و التراهات الحديثة ، اما الآن البحار المعروفة بالسبع العظيمة ليست سوى اسماء لبحيرات او جزء من بحر عظيم ، اطلق عليها الناس بعض الاسماء وظن الكثير انها فعلا البحار السبعة العظيمة التي تحدثت عنها الاساطير وتحدث عنها القرآن ، فهل حقا كانت البحار السبعة العظيمة ضمن الأشياء التي يبرع فيها الانسان من ناحية المعرفة ام ان قصور الانسان في الفهم و عدم معرفة الجواب ادى الى مغالطة كبيرة ومفهوم خاطئ حول البحار السبعة العظيمة ، وانه من الأغبى ان تسأل الناسُ عن البحار السبعة العظيمة شخصا ما بدلا من ان تسأل خالقها.



- ذكر مصطلح "البحار السبعة" عند القدماء الهندوس والصينيين والفرس والرومان وثقافات أخرى ، تطور مصطلح "البحار السبعة" ليصبح مصطلحًا رمزيًا لوصف جميع البحار والمحيطات في العالم ، ولكن هل حقا مصلح البحار السبعة كان فعلا مجرد اسطورة ام انها بالفعل حقيقة لا يمكن انكارها .


لم يكن مسطلح البحار السبعة مجرد اسطورة فبعض الاساطيرة في البداية و النهاية تبين على انها حقيقة ، و الوصول الى تلك الحقيقة لن يكون سهلا لأصحاب العقول الضعيفة ففي البداية وحتى النهاية التعامل مع القرآن لم يكن صحيحا ابدا لمعظم الناس ، فهناك اشياء لا زلنا نجهلها رغم تطورنا في الآونة الأخيرة ، واذا كنت انا على خطأ فكيف عرف الاقدمون ان هناك بحار سبعة قبل نزول القرآن ، وهذا سؤال جيد جدا لمن يظن ان البشر تطورو من فراغ .

اسطورة البحار السبعة ترافق كل بحار في حياته وتحكى قصصا كثيرة و احد اهم البحار السبعة المعروفة جدا والتي ارتبطت بالاساطير و الروايات هو البحر المظلم او ما تمت تسميته كذالك وتم نسج قصص خيالية كثيرة حول هذا البحر العظيم ، فاين هو البحر المظلم احد البحار السبعة ، ويوجد بحر اخر المعروف للكل بالبحر العذب الفرات فاين يوجد هذا البحر ايضا و البحر الثالث المعروف ايضا بالبحر الملح الاجاج هذه ثلاثة ابحر ذكر منها اثنان في القرآن و الثاث لم يذكر ابدا في القرآن ولكن ذكرو كلهم في آية قال تعالى وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) ، وفيه كلام واضح وصريح على ان البحر سبعة ابحر ، وسنبين في هذه الحلقة ان البحار السبع العظيمة حقيقة قرآنية لا جدال فيها.



بعض الآراء تناقشت حول مواقع هذه البحار ولكن لا احد يعلم اين هي وبالطبع لن يعرف اي شخص مكانها لانه يبحث على كرة طائرة محدودة الحجم و المساحة ، فلا وجود لهته البحار على الفقاعة ابدا لا وجود لها الا في ارض عظيمة .


بالتحديد يمكن لاي شخص ان يستنتج اين يوجد البحر الأول وهو البحر الملح الاجاج ، وهو بحرنا الذي يعرفه الكل ، وهناك اشخاص اخرون يعتقدون على وجه الايمان فقط وليس الحقيقة ان البحار السبعة هي البحار التي تم تقسيمها في الوقت الحالي الى سبعة محيطات ، و المعروفة الا ان هذا لا يمكن ان يكون صحيحا ، واذا كان هذا صحيحا فاين هو البحر العذب الفرات؟ ، فانا متأكد انه يوجد من بيننا من يريد ان يتذوق طعمه ويرى عظمته ، الا ان هذا لا يحدث لان البحر العذب الفرات ليس ضمن نطاق رؤيتنا او علمنا حتى .



البحر المظلم احد البحار السبعة العظيمة ، لا يعرف مكانه ابدا ولكنه وبالتأكيد موجود فلقد حكى عنه الكثير وحكوا عن مخلوقاته الغريبة ، وهي تشبه كثيرا المخلوقات التي كتب عنها المسعودي رحمه الله في كتابه اخبار الزمان وعجائب البلدان ، وهو كتاب غريب جدا الا ان فيه بعض الاشياء اللتي تذهل العقل ، وقد سبق وذكرنا ما ذكر عن البحر المحيط وعجائبه في حلقة خاصة ، وقد سمى المسعودي ذالك البحر بالبحر المظلم ايضا وذكر عدة ابحر اخرى ولعلها والله اعلى واعلم من بين الابحر السبعة التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وذكر المسعودي ما في هذه البحار من مخلوقات غريبة ، وذكر ان في البحر المظلم يوجد عرش ابليس و الكثير من الأشياء الاخرى ، الا ان ما وصل للمسعودي لا يمكن ان يأخذ على سبيل الحق و اليقين لانه لا دليل على ذالك في واقعنا سوى بعض الاقوال و الروايات التي لا يمكن ان نجزم بها عن حقيقة البحر المظلم .




البحر الاول البحر المالح احد البحار السبعة واولها في القائمة ، وهو بحر ذكر في القرآن الكريم كثيرا ، وهو بحرنا المعروف ، ونقصد بالبحر هنا البحر على الارض كلها لانه بحر واحد وكله ملح اجاج لا يمكن شربه ولكن احل اكله و التوضأ به وذكر النبي صلى الله عليه وسلم انه طاهر وهو البحر الذي احلت ميتته ، يتم الخلط دائما بين المفاهيم الاولية في القرآن الكريم ومنها حقيقة البحر ، فالبحر مصطلح يطلق على الماء الكثير وذكر الله تعالى البحرين على الأرض فقال أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) وهذه اية من ايات الخلق ، وذكر الله البحرين وهما البحر العذب و البحر المالح ، وهما اكثر بحرين يذكران في القرآن بتفصيل عكس البحار الاخرى ، فاذا كان البحر في ارضنا مالح فبطبيعة الحال سيكون بحرا واحدا بوصف واحد وهو انه مالح ، اما البحر الثاني فهو البحر العذب الذي مائه حلو يمكن شربه ، وهذا البحر غير موجود على ارضنا التي نعرفها اذا فهو بحر اخر في مكان اخر وذكر تعالى انه بحر منفصل بحاجز عن البحر المالح وهذا ما يدل على ان البحر في القائمة الثانية هو البحر العذب .



البحر العذب الفرات ، البحر الثاني بعد البحر المالح ، بالنظر في القرآن الكريم فالبحر العذب الفرات هو البحر الذي مائه عذب وشرابه حلو واسماكه و حليه كلها تصلنا بطريقة او بأخرى ، قال تعالى وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) .

فالبحر العذب تصلنا اسماكه ويصلنا كل شيء فيه اي انه مرتبط ببحرنا هذا بطريقة ما تجعل اسماكه تنتقل بن البحرين ، الا انهما لا يبغيان اي لا يغلب البحر المالح عل العذب او العكس كما ذكر في الآية الكريمة مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ . فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) الرحمن/19-21. ، والبحران بينهما برزخ عظيم وهو حاجز ذكر في القرآن الكريم ولكن لا نعلم مماذا مكون ولكن اغلب التحليل هو ان الحاجز المقصود به في الآية هو الدائرة القطبية الجنوبية للأرض المسطحة و الغريب في الأمر هو انه في عام 2007 تم اكتشاف شيء غريب تحت الجليد في الدائرة القطبية من قبل العلماء الغربيين وهي شبكة غريبة من الاحجار مباشرة تحت الجليد في وتم اكتشاف ايضا تدفقا كاملا للماء من خلال هذه الشبكات ، قال تعالى وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) الفرقان/53.



فالحجر المحجور اي الحجر الكبير العملاق يوجد مباشرة تحت البرزخ و البرزخ هو الدائرة القطبية الجنوبية وهي الحدود المعروفة الآن للأرض الأولى ، و بالتأكيد اشخاص كثر تخطو هذه الحدود الا ان التاريخ لا يذكرهم كثيرا ، من بينهم ذو القرنين الرجل الصالح الذي بنى ردم يأجوج و مأجوج و تبعهم بعثات اخرى وبالتحديد في عهد عمر بن الخطاب فلقد ارسل فاتح اذريبيجان رجل الى السد فرأى السد و خندق اشد سواد من الليل كما وصفه وتبعته بعثات اخرى وبالتحديد في العصر الاموي في عهد معاوية بن ابي سفيان فلقد ارسل هو بالذات بعثة تتألف من 25 شخصا الى السد ، وكثير من الاشخاص وصلوا الى السد بعد ذي القرنين اي وايضا البحار الشهير سلام الترجمان وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الناس في الماضي عرفت تماما اين موقع السد و عرفت كيف تصل اليه ووصلت اليه اي انها كانت تمتلك العلم و المعرفة بذالك المكان ، وعرفت ايضا ان هناك سبعة ابحر من بينها البحر العذب الفرات الذي يصب مائه في بحرنا هذا ، و لقد تم اكتشاف بحيرة كاملة تمتد على طول ثلاث كيلومترات و نصف من المياه العذبة تدعى فوستوك ، وهذه المنطقة ايضا تختوي تقريبا على ما يصل الى 70 بالمئة من المياه العذبة النقية في سائر الأرض ، وهي من الأشياء التي تدعنا نستنتج ان البحر الذي نعرفه الآن ليس سوى احد من سبعة ابحر عظيمة ذكرها الله في للقرآن ونام عنها العميان .


ان باقي البحار الأخرى لا نعرف عنها اشياء كثيرة وذالك بسبب قلة المعلومات خصوصا حول موضوع البحار السبعة ، الا انه هناك معلومات كثيرة جائت من اساطير تذكر سفر البحارة في السبع ابحر لانهم بالفعل سافروا في السبعة ابحر وليست مجرد اساطير ، وروو في كثير من المخطوطات لكثير من البحارة مخلوقات بحرية عظيمة تحت الماء ، و من بين هذه المخلوقات الحوت الكبير صاحب الجزيرة فوق ظهره ، فقد ذكر العديد من البحارة هذا المخلوق من جميع انحاء العالم في العصور القديمة وكذالك فعل المسعودي وغيره من الكتاب القدماء ، هل من الممكن ان البحارة في الماضي كانو يسافرون عبر محيطات العالم وكتبوا ما رأوه ام انها مجرد تخيلات و اوهام ، لا يمكن اثبات هذا السؤال ولكن لكل شيء بداية وقد تكون بداية هذه الاشياء لم تكن صدفة ابدا .


وحتى قبل زمن بعيد كان الناس يعبرون الاراضي كلها ويجوبون البحار كلها ، فهل كانت كل الأشياء اسطورة ام ان البدايات جعلت الاسطورة في عذا الزمان منسية .


ان البحار السبعة المذكورة في القرآن ليست تعبيرا فقط عن عظمة الله ولكن عن عظمة الارض وكبر حجمها ، فالبحر مده الله سبعة ابحر اي في الاصل البحر واحد و المد هنا يفيد التوزيع و التقسيم اي ان الله جعل البحر الواحد ممدودا و منقسما الى سبعة اقسام ، وبين البحر الاول و البحر الثاني حاجزا كما اخبرنا الله تعالى في قرآنه ، و البحار الاخرى لا نعلم عنها اشياء كثيرة ولكن اسطورة البحار السبعة تبين في النهاية على انها حقيقة وان البحار السبعة لم تكن محيطات هذه الارض بل محيطات ارض اخرى و مكان اخر ، وتبين على انه اينما نظرنا حولنا في هذا المكان الواسع فوق هذه الارض لا نرى الا آثار لأشياء كنا نسمع عنها في الماضي انها اساطير .




لقد فصلنا هذا الموضوع لجزئين ، ومهدنا الطريق فقط في هذا الحزء الأول وسنتكلم ونفتح صفحة لم يفتحها احد من قبل في الجزء الثاني لنقترب من الحق حتى وان كان الطريق شاقا وصعبا في ظل الدجل الذي وقع علينا .



إرسال تعليق

أحدث أقدم